التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 01:19 م , بتوقيت القاهرة

القطفة الكسبانة.. كيف نافس البرتقال البلدي في السوق الصيني؟

"بنزهير يا برتقال.. أحمر وجديد مين يشتريك؟".. هكذا ينادي البائع بصوت عال يخترق نوافذ البيوت فى ليالي الشتاء البارد، لجذب الزبائن، نهرول لشرائه، تغرينا حبيباته المرصوصة بشكل هرمي على عربة البائع، نلتقط أكياس البرتقال بسعادة.. لنعود مرة أخرى ونغني: "يا حلاوتك يا استفاندي يابن عم البرتقال".


 


البرتقال


نبدأ فى تقشيره ونحن في البيوت، حبة وراء آخرى، نتوقف فقط عن التهامه والقضاء على آخر حبة تبقت في الكيس، عندما تؤرق البرودة متعتنا، ونحن نتذكر عدد مرات ذهابنا إلى الحمام، نعود إلى حكمتنا خوفًا من التسلل إليه في ساعة متأخرة من الليل، نغرق بين البطاطين وننام بسعادة.


لكن لونه وحموضته اللذيذة لا تتركنا في الصباح، نعصره ونشرب كوبًا "فريش" لنبدأ به يومنا، نلتقط قشره المتبقي ونغمره برشات ملح كبيرة ونتركه حتى يُتبل، بعدها نضعه في زجاجات الجبن القديم، ليذوب في سائل "الشرش" ليكون رفيقًا في الصباح على مائدة إفطارنا إلى جانب أطباق العسل والمربى، نردد بسعادة ونحن نلتهمه مع حبات الطعمية "والسفرة تحلى بحتة برتقانة حرشة".


برتقال


خرج البرتقال من بيوتنا لينافس الأسواق العالمية، وجعل من مصر ثالث أكبر مُصدِّر للبرتقال إلى السوق الصيني بعد جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، طبقًا لما ذكرته وكالة "شينخوا" الصينية الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي أعدت تقريرًا مؤخرا أكدت فيه قدرة البرتقال المصرى على المنافسة في السوق الصيني.


جنى البرتقال


وعلى الرغم من أن الصين كانت أول موطن لزراعة البرتقال، حيث كان يُزرع في الصين منذ القرن السادس قبل الميلاد، ومن الهند الصينية حمله البرتغاليون أولاً إلى أوروبا، ثم تبعهم الفرنسيون والهولنديون وغيرهم، إلا أن فاكهة الشتاء اللذيذة "البرتقال البلدي" استطاعت أن تنافس السوق الآسيوي.


وبعد اكتشاف أمريكا نُقل إليها فتمتع بشعبية واسعة "الثالثة في درجات الفواكه" وكان يسمى في بداية الأمر "التفاح الصيني".


ترك البرتقال حضوره على رأس قائمة الصادرات ليدخل إلى نسيخ الأغنية الشعبية المصرية، وينافس الفاكهة الأخرى في الغناء له، لتخرج أشهر أغنية مجدّت في زراعته:


"إحنا زرعنا .. وإحنا سقينا ... وآدي إحنا بعد التعب جنينا 
 دا من إيدينا ...فُــل علينا ... يا محــلا لونه بين الجــناين 
 يا محلا شـــكله والغـصــن مايل ... يــارب كتر الـبرتقـال"


ولا يترك البرتقال مناسبة إلا ويكون حاضرًا فيها وخاصة في الأعياد، حيث يخرج الأطفال قبل ليلة العيد ويبدأون في الغناء تعبيرًا عن فرحتهم:



يا برتقــال أصفر وجديد ... بكره الوقفة وبعده العيد 
يا برتقال أصفر وصِغَيَّرْ ...  بكره الوقفة وبعده نِغَيَّرْ 


ومن أفلام الزمن الجميل يتسلل إلينا صوت محمد رشدي وهو يمجد في حبه 
 


تحت الشجر يا وهيبة ..يا ما كَلْنا برتقان
كحلة عينيك يا وهيبة.. جارحة قلوب الجدعان 
تحت الشجر ..
واقفة بتتعاجبي ببرتقانة ..
قلبي طرح ..جواه فرح.



ويتغلغل البرتقال في نسيج الأغنية الشعبية المصرية، ليعبر عن الفوارق الطبقية التي احتج عليها المصريون في ثورة 23 يوليو، حين تستدعيه ليلى نظمي لدعم مبادئ الثورة لرفض الطبقة والظلم وتغني أغنيتها الشهيرة "يا حضرة العمدة".


يا حضرة العُمدَة.... ابنك حِميدة حدفني بالسفندية
وقعت على صدري .. ضحكوا عليه زملاتُه الافندية
يرضيك ياعمدة ؟؟ 
(لا ..لا...لا... لالالا)
عشان  ابن عمدة!.
 لا..لا...لا...لا...لالالا 



اقرأ أيضًا


عصير البرتقال بالليمون لمقاومة نزلات البرد